اشرف فتح الباب مدير المنتديات
المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 11/02/2013
| موضوع: الاسرار البهية فى طريق النقشبندية لاستاذنا العارف بالله تعالى سيدى ابى المعارف صاحب اللطائف و التحائف مربى السالكين ومرشد المريدين ابى عبد السلام مولانا و استاذنا ومربى ارواحنا الشيخ عمر السبت فبراير 16, 2013 11:44 pm | |
| الاسرار البهية فى طريق النقشبندية لاستاذنا العارف
بالله تعالى سيدى ابى المعارف صاحب اللطائف و التحائف
مربى السالكين ومرشد المريدين
ابى عبد السلام مولانا و استاذنا
ومربى ارواحنا الشيخ عمر
جعفر الشبراوى نفعا الله به
فى الدارين آمين
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى شرح بالاذكار خفايا لطائف صدور الذاكرين وفتح بالطاعات خبايا دوائر نفوس العابدين * والف بالمحبة بين قلوب المرتدين * وقلوب المشايخ الكاملين والصلاة و السلام على من فضله الله بدنوه قاب قوسين على سائر المقربين * وخصه بشهوده ورؤيته تعالى دون سائر الانبياء و المرسلين * واوجب طاعته على الثقلين الى يوم الدين * وعلى آله و صحبه (1) الذين فازوا ببعثته على الناس اجمعين ( اما بعد ) فيقول أسير الشهوات و المساوى
-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله الذين فازوا ببعثته اى بشهودها حيث حضروا نزول الوحى فأشرق عليهم نوره فازداد ايمانهم ولذلك كان ايمانهم و لذلك كان ايمانهم دائما فى ازدياد ولذا قال سيدنا انس رضى الله عنه ما نفضنا ايدينا من تراب قبر رسول الله صلى عليه وسلم الا وجدنا التغير فى قلوبنا والمراد بالتغير عدم الزيادة التى اعتادوا بمشاهدته صلى الله عليه وسلم سيما وقت نزول الوحى والله اعلم * كاتبه رضوان العدل
عمر جعفر المشهور بالشبراوى * لما من الله تعالى على باخذ طريق النقشبندية على شيخى العارف بالله تعالى النور السارى سيدى اسماعيل السنارى و علمنى كيفية هذه الطريق و كنت اطلعت على رسالة فى هذا الشأن عن لى ان اقيد ما استفيدته منه وما افاض الله به على مع بعض ما اخترته من تلك الرسالة فى وريقات خوف الضياع ( وسميتها ) بالرسالة البهية فى طريق النقشبندية فاقول و بالله التوفيق لا قوم طريق ( اعلم ) ان اشرف الاعمال وافضلها (1) اتباع السنة المحمدية فى اى حال لكن لايمكن ذلك الا بالسلوك فى طريق من طرق العبودية التى وصلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بورسطة الصحابة الى المشايخ الصوفية * لاسيما طريقة النقشبنديةلانها باقية على اصلها من غير نقص ولا زيادة فيها ولانها وصلت ابى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وجذبة المحبة الذاتية تحصل فى بداية هذه الطريقة بخلاف سائر الطرق فانما تحصل فى نهايتها كما نص عليه بعض اكابر النقشبندية بقوله ان مبدا طريقه هو منتهى طريق الغير * كما ادركه وذاقه حال السير * فلذلك كان الواصلون فى بداية هذه الطريقة اكثر من الواصلين فى نهاية غيرها فان قلت الم يصرح اهل الطريق بان من اللازم على
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله اتباع السنة اى ظاهرا بفعلها و باطنا بالتخلق بها و مراقبة الحق سبحانه فيها ولذلك قال المصنف رضى الله عنه لكن لا يمكن ذلك الا بالسلوك الخ والله اعلم * كاتبه رضوان العدل
السائراعتقادان طريقه اعظم الطرق و دائرة شيخه اعظم الدوائر ( قلنا ) نعم لكن من غير اعتقاد نقص فى الطريق غيره اوان النهاية امر اعتبارى فان كل نهاية يصدق عليها اسم البداية بالنظر الى ما بعده فما ( ثم ) على التحقيق الا بداية فى بداية ليس لها نهاية كما قال ابن العربى فى الفتوحات لا تقل وصلت فما ثم نهاية ولا تقل لم اصل فان ذلك غاية ليس وراء الله مرمى وهناك يستوى البصير و الاعمى ولذا قال ابن الفارض
(1) فوصلى قطعى و اقترابى تباعدى
وودى صدى و انتهائى ( بدايتى )
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله فوصلى قطعى الخ قال شارحه اى لا تخصنى ببعض اوصاف الذات دون بعض اذ كلها مستوية عندى بلا فرق فوصلى قطعى و قربى بعدى وودى صدى و انتهائى بدايتى لاستواء جميع ما يفعله المحبوب بى وصلنى او قطعنى قربنى او ابعدنى ودنى او صدنى اوقفنى موقف البداية او بلغنى مقام النهاية او معناه لا تخصنى ببعضها من الوصل و الاقتراب و الود و الانتهاء فان وصلى قطعى و اقترابى تباعدى وودى صدى وانتهائى ابتدائى لاشعار كل من هذه الاوصاف بالتفرق فالفاء فى وصلى هى الفصيحة على الاول لافصاحها عن سببية مقدر قبلها لما بعدها من المعطوف عليه و اما على الثانى فهى لسببية ما بعدها لما قبلها اى لاتدعنى باسم القرب
لكن لما كان مبدا طريقه المراقبة و العيان قال بالرجحان وهو محقق هذه المقالة ودلت عبارته على التشوق لسلوك هذه الطريقة والا فكل طريقة اجل من غيرها عند مرشدها فان قلت اليس مقام الصديق الاكبر رضى الله تعالى عنه اعظم من غيره فحق الطريق التى تنسب اليه ان تكون افخر من غيرها قلنا جميع الطرق على الحقيقة منسوبة لاكرم الخلق صلى الله عليه وسلم فانها مقتبسة من انواره صلى الله عليه وسلم فالشان فى صدق الارادة و التجرد عن عوائق العلائق و التاهب للاستعداد و توالى الامداد فعلى السائر سلوك ما شاء من الطرق وتقليد اى مذهب شاء من المذاهب مع اعتقاده ان الجميع على هدى من ربهم وان كان يلزمه ان يرجح مذهبه على غيره مع عدم تنقيص مذهب الغير فان فرق خالف و اعتدى كما ان الصدق فى اى اسم كان من اسمائه تعالى يصيره الاسم الاعظم فى حقه فعلى الصدق مدار الامر و تامل
-------------------------------------------------------------------------------------
لان التقييد بالقرب بعد وتقرير الكلام على الاول لاتدعنى باسم للقرب خاصا اذ الاشياء كلها مستوية عندى فوصلى قطعى و اقترابى تباعدى و مثال الفصيحة فى القران اضرب بعصاك الحجر فانفجرت اى ضرب فانفجرت و مراد الناظم رحمة الله بتنزيه ذاته عن وصف العارف و المقرب وغيرهما انه لم يسم باسم مخصوص لان خصوصية الرسم * بالحرف
قوله تعالى لا نفرق بين احد من رسله فان الكل من عند الله تعالى فافضلية الرسل انما هى بتفضيل الله تعالى لا بامر زائد فى الفاضل لا يوجد فى المفضول لاشعاره بنسبة النقص الى المفضول وكذلك افضلية الخلفاء الراشدين ليست من تقدم الخلافة ولا بأمر زائد فى المتقدم كابى بكر ثم عمر الخ فان كل واحد متأهل لها و انما الافضلية (1) عن سر القدر الازلى الذى لا يعلمه الا الله وقد اشار لذلك ابن العربى فى شرحه للاسماء عند التكلم على اسمه الآخر فان قلت نرى السادة النقشبندية قد اقتصروا على الذكر القلبى فى البداية و غيرهم انما جعله فى النهاية و معلوم ان الذكر اللسانى هو الذى حقن الدماء واوجب الامان فهل من من مرجع يرجع ما اقتصر عليه السادة النقشبندية قلت قد تقدم ان ابتداء طريق النقشبندية هو انتهاء غيرها مع ان لكل مشربا و موردا لائقا به و الكامل كلما ثبت قدمه فى الشهود دقت اشارته و خفيت عبارته وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم ما فضلكم ابوبكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشئ وقر فى صدره بفيض سبحانى وهو الذكر الخفى الذى لا يسمعه الحفظة لعدم شعوره هو به من الغيبه فى المذكور فعلى قدر البطون يكون الظهور
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله و انما الافضلية الخ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لو وزن ايمان ابى بكر بايمان الامه لا رجحهم والله اعلم * كاتبه
وبقدر الانخفاض يكون الارتفاع وقد حكى ان بعض المكاشفين رأى الشيطان على باب زاوية فقال له ما تصنع هنا قال دخل هذه الزاوية رجل يصلى ومرادى افسد عبادته لكن بجنبه رجل نائم انفاسه تحرقنى فلا استطيع القرب منه وعن ابى السعود الجارحى رضى الله تعالى انه منعته (1) انفاسه عن دخول مصر القاهرة فاين هذا الحال من حال رجال كالحمير والبغال
تنبيه اعلم ان كيفية التلقين الذكر ان يأمر الشيخ المريد بعد معرفة صدق اراته ان يصوم ثلاثة ايام مع الرياضة و العزلة ويأمره بالاستغفار و الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فى تلك الايام و بالاستخارة فى لياليها ثم يغتسل المريد فى اليوم الرابع او يتوضأ ويصلى صلاة التوبة ركعتين وصلاة الاستخارة ركعتين ثم ياتى الى الشيخ فيجلسه بين يديه مستقبل القبلة بحيث تتصل ركبتا المريد بركبتيه ويامره بالتوبة بشروطها و بقضاء الصلوات (2) المتروكة و غيرها من الواجبات ثم يتعاهد معه على البر و التقوى و اجتناب المخالفة ثم يمسك الشيخ يد المريد بيده اليمنى مثل المصافح
-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله انه منعته اى منعت الشيطان انفاس الشيخ من دخوله اى الشيطان مصر و الله اعلم * كاتبه
(2) قوله و بقضاء الصلوات الخ اى ان كان ثم صلوات متروكة والله اعلم * كاتبه
هذا ان كان المريد ذكرا فان كان انثى اخذ الشيخ طرف ثوبها وهى تاخذ الطرف الاخر ثم يقرا الشيخ ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله الآية ثم يضع كل منهما يديه على ركبتيه ثم يتوجه المريد الى قلب الشيخ وهو يذكر بقلبه الله الله الله ثلاث مرات لتلقينه قلب المريد ثم يذكر المريد كذلك بقلبه لتلقنه منه ثم يرفع كل منهما يديه ويدعو له الشيخ و المريد يؤمن ( هذا ) فى كيفية تلقين اسم الذات و اما كيفية تلقين النفى والاثبات فهى مثلها لكن الشيخ و المريد يذكره بحبس النفس هذا تلقين الذكر القلبى و اما تلقين الذكر اللسانى فهو ان يذكر الشيخ النفى و الاثبات ثلاث مرات برفع الصوت و المريد يسمعه ثم يذكر المريد كذلك و الشيخ يسمعه و هذا هو كيفية التلقين عند جميع الصوفية ( ثم اعلموا ) ان لكل طريقة اسماء اما ثلاثة و اما سبعة و اما اقل و اما الطريقة النقشبندية فاسمان احدهما اسم الذات والآخر للنفى و الاثبات فمن كان من اهل الجذبة لقنه الشيخ اسم الذات ثم النفى والاثبات بحبس النفس وان لم يكن من اهل الجذبة يامره الشيخ بذكر النفى والاثبات باللسان فيذكره المريد كذلك حتى تحصل له الجذبة فاذا حصلت يلقنه الشيخ اسم الذات ثم النفى والاثبات بحبس النفس كذلك (1) هذا مسلك اكثر النقشبندية و اعلم
-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله كذلك اى مثل اهل الجذب ابتداء *
ان من دق الباب دخل ومن دخل فى الدار حصل ومن حصل وصل ومن وصل اتصل ومن اتصل تاصل ومن تاصل ارتقى ومن ارتقى استقى و الكريم اجل من ان يرد القارع لبابه او يخيب القاصد لجنابه واياك و الكسل و الملل فمن جد فى الدرب وصل و اياك ان تنزه ظاهرك دون باطنك فان الله لا ينظر الى صوركم و اعمالكم ولكن ينظر الى قلوبكم و نياتكم و اياك و سوء الظن بالناس فان وجدت شيئا من ذلك فافتح للتاويل سبعين بابا فان لم تجد سبيلا للتاويل فلم نفسك ( ثم اعلم ) ان كيفية ذكر اسم النفى و الاثبات باللطائف (1) وهى القلب و الروح و السر و الخفاء و الاخفى و النفس الناطقة ان تجعل اللسان ملتصقا بسقف الحلق وتتوجه للقلب الحقيقى الصنوبرى و تضم شفتيك وتحبس نفسك فى جوفك ثم تبتدئ بذكر لا من سرتك صاعدا بها الى دماغك من غير تحريك لسانك فاذا وصلت الى الدماغ ملت باله الى الجانب اليمين ثم ملت بالا الله الى الجانب اليسار ورميتها على القلب الصنوبرى بقوة بحيث يظهر اثرها و حرارتها فى سائر الجسد وتقول محمد رسول الله فى حال ميلك من الجانب اليسار الى الجانب اليمين اى فيما بينهما و تقول بعد ذلك بقلبك مع الذل و الانكسار
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله باللطائف متعلق بذكر و قوله وهى القلب الخ جملة معترضة و قوله ان تجعل اللسان الخ خبران *
الهى انت مقصودى ورضاك مطلوبى يعنى من هذا الذكر ملاحظا ذلك فى خيالك و هذا كل من غير حركة ظاهرة بحيث لو كان بقربك احد لم يشعر بذلك وتكون فى جميع اوقاتك مستغرقا بهذا الذكر ولا تتركه فى حال من احوالك فان حصل لك فتور فى بعض الاوقات بواسطة بعض الاشغال فلتكن عين قلبك ناظرة لذلك ولا تكن غافلا عن ذلك بالكلية واذا واظبت على الكلمة الطيبة وكررتها على الوجه المذكور حصل لك فى بعض الاوقات كيفية و غيبة عن نفسك و هذا هو مقدمة الجذبة (1) فان حصل
-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله و هذا هو مقدمة الجذبة الى آخره فان قلت هذا بنا فى تقدم من ان الشيخ ينظر الى المريد او لا فان كان من اهل الجذب لقنه اسم الذات اولا ثم النفى و الاثبات بالسر والا لقنه اولا اسم النفى و الاثبات باللسان ثم اسم الذات ثم اسم النفى والاثبات بالسر فيقتضى ان تلقين اسم النفى و الاثبات بالسر لا يكون الا بعد الجذب وما هنا يقتضى ان يكون قبل الجذب كما هو ظاهر العبارة قلت لا منافاة لان الجذب المراد هنا غير الجذب المراد فيما تقدم اذ المراد به فيما تقدم رقة الحجاب لا حقيقة الجذب بدليل قوله ثم من اهل الجذب اى المتاهلين له ولا يكون ذلك الا من رقة الحجاب وهنا المراد به الجذب الحقيقى و الله اعلم * كاتبه
لك ذلك فسلم نفسك لذلك الحال وان لم يحصل فكرر تلك الكلمة الطيبة مع حبس النفس ثلاث مرات او خمس مرات او سبع مرات فى نفس واحد على قدر احتمال المزاج ولحبس النفس فى نفى الخواطر وحصول الكيفية دخل عظيم ووجدان الحلاوة مرتب عليه ( ثم اعلم ) ان حبس النفس و الوقوف على العدد ليس شرطا فى الذكر القلبى بالنفى والاثبات و انما الشرط نفى مقصودية الغير و اثبات مقصودية الحق تعالى وقد يحصل من غير حبس النفس ( واعلم ) ان الطريقة النقشبندية مروية عن ابى بكر الصديق كما تقدم ان ذكر النفى والاثبات بالقلب مروى عن الخضر عليه السلام وهو الذى علم طريق الذكر الخفى للشيخ عبد الخالق الفخذوانى رضى الله تعالى عنه و اعلم انه متى حصل له سلطان الذكر يسرى فى جميع بدنه اولا فلا يبقى منه جزؤ الا ويذكر الله تعالى به ثم يسرى فى جميع الآفاق بحيث لايرى شيئا الا ويراه ذكرا بذكره حتى لو كان فى ذلك الوقت الف شخص مشغولين بالف ذكر مختلف لرآهم ذاكرين بذكره وهو كشف خيالى لا يطابق الواقع فاذا استقر سلطان الذكر فى الا نفس و الآفاق يلقنه الشيخ النفى والاثبات بحبس النفس فياخذ الذاكر نفسه ويحبسه فى جوفه ثم يتخيل لا بان يجعل كرسيها فوق السرة ويمدها الى الدماغ فى الراس ثم يتخيل اله من الدماغ وينزل بها الى الكتف الايمن ثم يتخيل منها (1) الا الله و ينزل بها على القلب فى الجانب الايسر ويضربها فى النفس الدائر فى الجوف على القلب الحقيقى فى القلب الصنيويرى و يلاحظ فى ذلك لا مقصود الا الله ويجتهد به فى نفى جميع التعليقات من القلب واثبات مقصودية الله تعالىويكرر ذكره بهذه الكيفية حتى يضيق صدره عن حبس النفس و يضم اليه محمد رسول الله وعند ضم الكلمة الشريفة يلاحظ ادخال نفسه فى اتباع سنته صلى الله عليه وسلم و استمداده من روحانيته لانه صلى الله عليه وسلم هو الواسطة فى جميع حصول الفيوضات ثم يتخيل بعد اطلاق النفس هذه الكلمات وهى ( الهى ) انت مقصودى الخ فانها من الزم اللوازم عند اهل هذه الطريقة لان الذاكر يتخيلها على معنى النفى والاثبات مع الاستمرار فلذلك امر بها السالكون و لو لم يتحققوا بمعناها لانهم بالمداومة عليها يتحققون فمن داوم على ذكر النفى و الاثبات بهذه الكيفية ظهرت له الجذبة القومية فعند ذلك يعلمه الشيخ طريق المراقبة وهى استدامة علم العبد باطلاع الرب تعالى فحينئذ يترك الذكر ويشتغل بالمراقبة لكن لابد له من ذكر النفى والاثبات باللسان فى كل يوم بعدد معلوم مثل خمسة آلاف او عشرة آلاف او غير ذلك لان ذكر النفى والاثبات باللسان يجلوا صدا القلب ( ثم يعلم ) ان صفة ترتيب الاشتغال بهذه اللطائف العظيمة الاستغفار باللسان خمسة وعشرين
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) قوله ثم يتخيل منها اى من الكتف
مرة ثم يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة وهى ( اللهم ) صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبى الامى و ازواجه امهات المؤمنين و ذريته و اهل بيته وصحبه كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد اللهم بارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبى الامى وازواجه امهات المؤمنين وذريته و اهل بيته و صحبه كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد وكما يليق بعظيم شأنه وشرفه وكماله ورضاك عنه وما تحب وترضى له دائما ابدا عدد معلوماتك و رضاء نفسك وزنة عرشك افضل صلاة واكملها واتمها كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون وسلم تسليما كثيرا كذلك وعلى جميع الانبياء و المرسلين وعلى آلهم وصحبهم و التابعين وعلى اهل طاعتك أجمعين من اهل السموات والارضين و علينا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين يقروءها عشر مرات ان كان منفردا فان كانوا جماعة قراوها معا ثم الفاتحة مرة ثم الاخلاص ثلاث مرات ثم المعوذتين مرة مرة ثم يهدى ثواب ذلك الى ارواح المشايخ النقشبندية ورئيس الطريقة سيدى بهاء الدين محمد الاوسى البخارى المعروف بشاه نقشبند قدس سره ثم اعلم ان كيفية ذكر اسم الذات باللطائف وهى القلب و الروح والسر و الخفاء و الاخفى و النفس الناطقة ان تجعل اللسان ملتصقا بسقف الحلق وتتوجه للقلب الحقيقى الصنوبرى و تضم شفتيك وتحبس نفسك فى جوفك كما تقدم ثم تطلب الفيض بالقلب ثم تتوجه الى روحانية شيخك وتلاحظه ثم تتوجه الى اللطيفة القلبية و محلها على اصبعين من الثدى الايسر بان تجمع حواسك وتغمض عينيك متوجها الى القلب وتجرى اسم الله الله بملاحظة الذات فى قلبك بلا مثل ولا كيف ولا انحصار وتواظب عليه حتى يصفو و تشاهد مقامه الاسنى فتشاهد نورا ازرق ثم الى اللطيفة الروحية و هى على اصبع تحت الثدى الايمن تواظب على ذلك حتى تصفو فتشاهد نورا اصفر ثم الى اللطيفةالبشرية وهى بين الثديين فى وسط الصدر تواظب على ذلك حتى تصفو فتشاهد النور الاحمر ( ثم ) الى لطيفة الخفاء فوق اللطيفةالبشرية تواظب عليها حتى يظهر لك نورها فتشاهدها ابيض ثم لطيفة الاخفى ومقامها تحت اللبة و فوق اللطيفة الخفية تواظب عليها حتى يظهر لك نورها فتشاهده اخضر و بطلوع شمسها تنطفى انوار تلك النجوم ثم الى اللطيفة النفسية ومحلها تحت السرة باصبع تواظب عليها حتى يظهر لك سرها ونورها فتشاهده اسود ثم الى اللطيفة القالبية و مقامها فى الذكر الدماغ تواظب عليها حتى يظهر لك سرها ونورها فتشاهد كدرا ولا يتم كل ذلك الا بعناية ربانية وباتباع سنته صلى الله عليه وسلم فى جميع الاحوال بكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يحصل ارتباط القلب الصنوبرى بالقلب الحقيقى ( ثم اعلم ) ان طريق الوصول الى هذه السعادة على ثلاثة انواع الاول طريق الذكر وذلك انك بحضور القلب وتكرر الكلمة الطيبة وهى لا اله الا الله محمد رسول الله ففى طرف النفى تنظر الى جميع المحدثات بنظر العدم والفناء اى لا مقصود اولا معبود بحق الا الله اعنى كل ما خطر ببالك من خاطر افنيته بلا كانها سيف تقطع به الاغيار عن قلبك وفى طرف الاثبات تشاهد المعبود بحق بنظر القدم و البقاء وعند قولك محمد رسول الله تلاحظ الانقياد للشريعة ( الثانى ) طريق التوجه والمراقبة وهى ان تجدد هذا التوجه بالاسم المقدس اعنى الله و تكون مراقبا للمعنى المذكور ناظرا له الى ان تقوى البصيرة فى تحصيل المعنى ويتيسر عليها ذلك ( الثالث ) طريق الرابطة بالشيخ الذى وصل الى مقام المشاهدة وتحقيق بالتجليات الذاتية فان رؤيته تفيد فائدة الذكر وصحبته تنتج صحبة المذكور بدليل هم جلساء الله تعالى فينبغى ان تحفظ ذلك بقدر الامكان واذا حصل لك فى ذلك المعنى توقف وفتور فراجع صحبته حتى يرجع لك ببركته و هكذا تفعل مرة بعد اخرى حتى تصير تلك الكيفية ملكة لك واذا كان الشيخ غائبا فاجعل صورته فى خيالك وتوجه بجميع قواك الظاهرة و الباطنة للقلب على الوجه المتقدم وكل خاطر يخطر لك اصرفه عنك حتى يحصل لك الغيبة و الفناء عن نفسك وبتكرار هذا تصير تلك الحالة ملكة لك وقد يقع فى اثناء هذه الطرق الثلاثة للسالك انوار و احوال فينبغى الاعراض عنها ولا يقف عندها بل لا يشتغل الا بالمقصود الحقيقى وما احسن قول ابن الفارض
قال لى حسن كل شئ تجلى
بى تملى فقلت قصدى وراكا
( واعلم ) انه ان وفقك الله للاشتغال بهذه الطريقة فلا تشهر نفسك بها وبقدر الامكان حافظ على اخفائها و ينبغى للمريدين ان ان يجتنبوا صحبة الاغيار لاسيما صحبة الجماعة الذين هم عن انوار الايمان مبعدون و بظلمة الطبيعة مستورون و هم مع ذلك يدعون احوال العارفين ويعدون انفسهم من خاصة الموحدين ضيعوا اعمارهم فى اللهو و الاغترار و البهتان وراضوا من الاحوال بلقلقة اللسان وكل ذلك من الجهل بحقيقة احوالهم اعاذنا الله والمسلمين وجميع الاخوان من ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم و ما احسن قول بعضهم
اذا انت مع شخص جلست ولم تجد
حضورك ينمو فاجتبنه و فارق
ولا تصحب الاغيار واختر مصاحبا
يفيدك جمع القلب من غير عائق
( واعلم ) ان الذكر نور و النور يقتضى رفع الستور وهو يوجب الحضور وهو مشاهدة المذكور وهى الغيبة عن الوجود المقيد المحصور ( فائدة ) اعلم ان اول مراتب الذكر الذكر اللسانى و اذا استولى الذكر على اللسان مع الحضور بالقلب و النفس و الروح و العقل و السر كان ذكرا جامعا ومن التفرقة مانعا ولكل واحدة من اللطائف ذاكر مع الذاكر حتى اللسان فان من ذكر اللسان ذكر معه الجمادات كلها ومن ذكر بقلبه معه ذكر معه الكون ومن فيه من العوالم ومن ذكر بنفسه ذكر معه السموات ومن فيها ومن ذكر بروحه ذكر معه الكرسى ومن فيه ومن ذكر بعقله ذكر ذكر معه حملة العرش ومن طاف به من الملائكة الكروبيين والارواح المقربين ومن ذكر بسره ذكر معه العرش بجميع عوالمه ومن ذكر بالخفاء ذكر معه اللوح المحفوظ ومن ذكر فى بالاخفى ذكر معه القلم الاعلى الى ان يتصل الذكر بالذات الاقدس فيتجلى عليه حينئذ التجلى الذاتى فالذكر اللسانى كالمقدمة للذكر الجنانى وهكذا الى ان يصل المدد الربانى وهو المشار اليه بحديث انا جليس من ذكرنى فمن ذكره بلسانهكان الحق جليس لسانه وهكذا الى يخلع عليه ثوب الفناء وينادى لسان الاقتدار اننى انا الله وفى هذا المقام يكون الذاكر هو المذكور فتتحرك لحركنه سائر الافلاك العلوية و السفلية قال سيدى مصطفى البكرى رحمة الله تعالى و نفعنا به واخبرنى بعض المكاشفين عن بعض الفقراء انه راى الحرم القدسى يتحرك بحركته فى حالة الذكر قلت قد يكون الوجود تحرك معه بذلك و لكن لم يشهد الا ما هنالك ومتى ذ كره الذاكركان نورا محضا وعمه النور من جميع جهاته فينسى نفسه ممتثلا امر ربه بقوله تعالى و اذكر ربك اذا نسيت قال بعض العارفين اى نسيت غيره هذا هو الذكر الحقيقى وقال سيدى عبد القادر قدس سره ونفعنا الله تعالى ببركته متى ذكرته فانت محب ومتى سمعت ذكره لك بالمحادثة فانت محبوب و الخلق حجابك عن نفسك و نفسك حجابك عن ربك وما دمت ترى الخلق ترى نفسك وما دمت ترى نفسك لا ترى تجليات ربك اه ومتى كان الذاكر ذاكرا لذكره فهو مع ذكره فاذا استغرق عن ذكر ذكره فهو مع مذكوره لا ذكره ومن كان ذكره بالمذكور كان الذكر معه على ذكر لانه غائب به ذاكر له واذا كان ذكر الذكرعلى الذكربشر بالامن من المكر ولذا قال بعض العارفين
الا ان ذكرا الذاكر امن من المكر
اذا كان ذاك الذكر منى على ذكر
والمراد بذكر الذكرالست بربكم قالوا بلى فاذا كان هذا الذكر على ذكر من صاحبه اى تذكر له وعلم بشر بالامن من المكر لان من وهبه الايمان فى ذلك الوقت الذى فيه الخطاب اللذيذ لا يمكر به ولا يسلبه الايمان فانه مختاره سيما ان كان على علم وذكر منه بالكشف الالهى الحاصل له بعد بروزه فى هذا العالم قال سيدى التسترى قدس سره كانى الان اسمع لذيذ الخطاب فى الجواب او ما معناه ( واعلم ) ان كل ذكر يشعر به قلبك تسمعه الحفظة يقارن شعورك فيه سر عظيم حتى اذاغاب عن شعورك بذهابك فى المذكور بالكلية يغيب ذكرك عن شعور الحفظة ( واعلم ) ان الذكر ما عدا اللسانى بالملاحظة فمتى لاحظ الذاكر ذكر قلبه او اشهده الله رسم الاسم فيه منطبعا فهو ذكر ولهذا سميت هذه الطريقة بالنقشبندية فانهم يلاحظون ان اسم الجلالة قد انتقش فى قلوبهم فتظهر لهم ثمرة هذه الملاحظة فى هذا الذكر ثم يلاحظون نقشة فى الروح باذن المربى و المرقى درج الفتوح ثم ينقلون الى مراقبة نقشه فى السر ثم الخفاء ثم الاخفى ثم النفس الناطقة و محلها الدماغ قال سيدى محمد الغوث فى كتابه الجواهر الخمس ما معناه ذكر الحشا وسوسة و ذكر الروح راحة ( واعلم ) ان للذكر حقوقا و آدابا و معانى و نتائج فحقوقه حسن تاديته من غير لحن فان بعضه آيه من كتاب الله تعالى قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله وهى مشتملة على احرف تستدعى بروزا فى النطق من المخارج مع التعظيم و عدم استبدال شئ من احرفها و غير ذلك مما هو معلوم وهى مع محمد رسول الله اربعة وعشرون حرفا والليل و النهار اربع وعشرون ساعة فكل حرف يكفر ذنوب ساعة و كانت حروفها جوفية للاشارة الى انه ينبغى للذاكر ان ياتى بها من خالص الجوف وهو القلب لا مكن الشفتين فقط ولم يكن فيها حرف معجم بل كلها مجردة عن النقط للاشارة الى انه ينبغى للذاكر ان يتجردعن كل ما سواه تعالى وقد ورد ان من قال لا اله الا الله و مدها هدمت له اربعة آلاف ذنب من الكبائر قالوا يا رسول الله فان لم يكن له شئ من الكبائر قال يغفر لاهله و لجيرانه وبين بعض المشايخ المد المذكور بقدر سبع الفات وذلك باربعة عشرة حركة لان كل الف حركتان ويمد الله بقدر ثلاث الفات ولا يفصل بين المدين بان ياتى بكل مد فى نفس و قال بعضهم المراد به المد الطبيعى وهو خلاف ما هو منقول عن العارفين و آدابه كثيرة تؤخذ من ربيع الفؤاد لشيخ شيخنا الشرقاوى رضى الله تعالى عنه ( واعلم ) ان النقشبندية حثوا على تلاوة الاسماء من المريد بان يذكر عقب الفروض اربعة اسماء كل اسم مائة مرة خمسين بالقلب و خمسين باللسان فما كان بالقلب فهو على طريقة النقشبندية و ما كان اللسان فهو على طريقة القادرية و الشاذلية و الخلويتة فان لكل فرد من افراد العالم مشربا و لذا قال بعضهم لله طرائق عدد انفاس الخلائق و الاسماء المذكورة اولها لا اله الا الله محمد رسول الله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم لله وهذه طريقة سيدى احمد ابن ادريس و الاسم الثانى الله خمسين بالقلب وخمسين باللسان والثالث هو و هى كلمة يشير بها الى جضرة الهوية وهى حضرة الذات المعتبرة عند اهل الحق من حيث هى هى سواء اضيف اليها صفاتها ام لا وهى كلمة مطبوعة مع الانفاس فى صعودها وهبوطها وتكون ذكرا بالنية والاسم الرابع حى قيوم ( تنبيه ) اعلم ان النقشبنديةلهم كيفيات فى الذكر غير ما تقدم وهى ان يجلس مستقبلا كجلسة الصلاة متطهرا ثم يضع الاصابع الخمس من يده اليمنى على جبهته ثم على كتفه الايمن ثم الايسر ثم على القلب حابسا نفسه متصورا فى كل نفس الله او يجلس متربعا واما كيفية الذكر بالنفى و الاثبات فهى ان يجلس المريد الصادق متوجها بكليته الى الله تعالى بعد التخلى من الاوصاف الذميمة و التحلى بالاوصاف الحميدة متطهرا كجلسة الصلاة متطهرا كجلسة الصلاة متجردا عن الاكوان ملاحظا مرشده حاضرا مستمدا منه واضعا يديه على ركبتيه مستفتحا بلااله رافعا بها صوته اخذا بها من الركبة اليسرى الركبة اليمنى صاعدا الى الكتف الايمن ضاربا بالقوة على القلب بالاالله كضرب الحداد مع تصوره عند الابتداء من الركبة اليسرى لا مقصود الا الله و عند الركبة اليمنى لا معبود الا الله وعند لى عنقه و ضربه على القلب باءلا الله لا مطلوب الا الله فاذا اراد الختم قال على طريق الجد و القوة ضاربا على قلبه براسه الا الله الا الله الا الله الى سبع او احدى عشرة مرة ثم يزم نفسه منتظرا الفيض الالهى بشرط الرياضة و الخلوة و تقليل الطعام و الشراب و النوم وهذه الكيفية هى المختارة عند مشايخ النقشبندية وهذه الكيفيةيحصل بها الفناء فى الله و البقاء به ولهم كيفية اخرى و هى ان يشرع بلااله من الجهة اليمنى رافعا راسه مادا بها صوته ضاربا بالاالله على الركبة اليسرى ثم على الضلع الايسر ثم على القلب واما كيفية الذكر بالاسماء الخمسة وهى الله حى قيوم دائم باق هى ان يجلس كما تقدم من غير وضع اليد على الجبهة آخذا بالله من السرة الى فوق ضاربا بحى على القلب و بقيوم على اليمين و بدائم على اليسار وبباق على السرة بالشدة و القوة الى ما شاء الله تعالى ( واعلم )ان المراقبة السنية زكية وعبودية خفية حقيقية من تحقق بها نور الله قلبه وشرح صدره اذ المراقبة اعظم العبادات فلذلك كانت خواص الصحابة رضى الله عنهم يشتغلون بها وقد ورد تفكر ساعة خير من عبادة سنة ( واعلم ) |
|