اشرف فتح الباب مدير المنتديات
المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 11/02/2013
| موضوع: مصطلح الطريقة في القرآن الكريم الأربعاء فبراير 13, 2013 10:24 pm | |
| مصطلح الطريقة في القرآن الكريم الطريقة كمفهوم لو اردنا ان نبحث عن مفهوم ( الطريقة ) في القرآن الكريم من حيث الجوهر الحقيقي لها والأركان المكونة لها وليس من حيث الاسم اللفظي الذي اشتهرت به فيما بعد ، لوجدنا ان عددا كبيرا من آيات الذكر الحكيم دالة عليها ، موضحة لأركانها ، مبينه لجوانبها ، مشيرة لدقائقها ورقائقها .. فعلى سبيل المثال ، اشتهر أهل الطريقة بحبهم الكبير للذكر الكثير ، وتعاهدهم لحلقات الذكر ، وتواصيهم بالأوراد والتسابيح آناء الليل وأطراف النهار ، حتى وصفه حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني : بأنه جلاء رمد العقول ، وروح جنان الرحمة ، تهب نسيمه على مشام أرواح الذاكرين ، فتهتز من نشواته أعطاف الأرواح في أقفاص الأشباح ( ) ، وصفه حضرة الشيخ احمد الرفاعي الكبير بأنه ويقول : نور القلب ( ) . فهذا الركن الأساسي عند اهل الطريقة ذكره القرآن الكريم في اكثر من ( 270 ) آية كريمه ، منها قوله تعالى : الَّذينَ آمَنوا وَتَطْمَئِنُّ قُلوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلوبُ ( ) وقوله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ( ). ومن أركان الطريقة الأساسية السعي نحو محبة الله ورسوله ، وهذا الركن ذكر في ( 83 ) آية من آيات القرآن الكريم ، منها قوله تعالى : فسَوْفَ يَأْتي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلى الْمُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلى الْكافِرينَ ( ) ، وهي من اهم غايات الطريقة واهل الطريقة ، وبهذا تكون الطريقة مذكورة ضمنا في هذه الآيات الكريمة . ومن أساسيات الطريقة التعمق في العبادة ، ومعنى التعمق بحسب ما يوضحه الشيخ محمد الشبراوى : هو ان لا يقف المسلم عند حدود الفرائض بل يجعل همه في النوافل وفي زيادة الطاعات والقربات ، ولاشك ان من آيات القرآن الكريم التي تحث على الزيادة في العبادة من حيث الصلاة والصوم وقراءة القرآن الكريم وغيرها مما يصعب حصره هنا ، ويكفي في الإشارة اليه قوله تعالى : وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ( ). ومما تكاد تنفرد به الطريقة هو تركيزها على الأخلاق والفضائل والآداب التي تسعى إلى تقويمها في النفس الإنسانية ، ولا شك ان وصف الحق تعالى لرسول الأكرم بأنه على خلق عظيم في قوله سبحانه : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( ) فيه الكفاية للدلالة على عظمة وأهمية التحقق بهذا الركن . وفي مجال المعاملات مع الخلق ، يركز اهل الطريقة على الصدق في القول مع الناس والإخلاص في العمل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد او اللسان او القلب ، والابتعاد عن الامراض الاجتماعية من غيبة ونميمة وحسد وتجسس وغيرها ، وكل هذه المسائل مما ثبت نزله في القرآن الكريم . وهناك ركن الجهاد بقسميه الأصغر والأكبر ، وهما مما ميز اهل الطريقة عن غيرهم خلال التاريخ الإسلامي الطويل ، والقرآن الكريم حافل بالآيات الكريمة التي تحث عليهما . واذا اتجهنا نحو العرفانيات والمسائل الكشفية نجد ان العلوم اللدنية والإلهامية حاضرة في نصوص قرآنية كثيرة ، أوضحها قصة النبي موسى والعبد الصالح ، الذي وصفه تعالى بقوله : فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ( ). فهذا الجانب من الطريقة له حضوره في القرآن الكريم . وهكذا بقية أركان وفروع الطريقة ، جميعها لها أصولها في القرآن الكريم تصريحا او تلويحا ، وهذا يؤكد ما نذهب اليه من ان الطريقة تشمل كافة مرافق الحياة الدينية والدنيوية ، فهي ليست سوى اتخاذ أسلوب مأذون في التطبيق لأحكام الدين وأركانه .
|
|