اشرف فتح الباب مدير المنتديات
المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 11/02/2013
| موضوع: سر الكلمة الطيبة الخميس فبراير 14, 2013 7:04 pm | |
| الطريقة الشبراوية الخلوتية الطريقة الشبراوية الخلوتية الطريقة الشبراوية الخلوتية الطريقة الشبراوية الخلوتية
سر الكلمة الطيبة
للعارف بالله
المهندس/ محمد عبد الخالق مصطفى الشبراوى
شيخ الطريقة الشبراوية
وعضو المجلس الصوفي الأعلى
وعضو الهيئة التأسيسية العالمية لآل البيت
اللهم بسر الكلمة الطيبه الجامعة للنفى والاثبات وباسم الجلالة الحاوى على الجلالة والذى به الثبات . وبالهوية العلية الدالة على النعوت الجلية المختصه بالذات . وبأسماء الاحصاء المخبآت فى سرادق الغيب عن أخص الذوات . وبالأعظم منها الذى عنه التكوين للسر المكين لدى صاحب التمكين فى الحضرات ان ترفع عن عينى برقع الاستار وأن تخصنى بأرفع النظرات بالثبات والنصرات . وصلى اللهم وسلم على سيد السادات وسند أرباب السيادات . مركز الدائرة ومحط رحال الرجال الطائرة للمرامات تاج الرؤوس وسراج النفوس ومنهاج عروس التشريفات محمدك المحمود واحمدك المصمود صاحب العلامات والأمارات وعلى آله وأصحابه وأتباعه الفائزين باقترابه أرباب الاشهادات والأمدادات .
قال الله سبحانه وتعالى ( وتفقد الطير فقال مالى لاأرى الهدهد أم كان من الغائبين . لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين . فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين . انى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم . وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون . ألايسجدوا لله الذى يخرج الخبأ فى السموات والأرض ويعلم ماتخفون وما تعلنون . الله لا اله الا هو رب العرش العظيم ) .
الهدهد استغرب واستعجب واستنكر عندما رأى قوما يعبدون الشمس من دون الله فقال لأذهبن وأخبرن سليمان أن هناك قوما لايسجدون ولايذكرون الله . الهدهد الضعيف يقف أمام الملك نبى الله سليمان ويقول له بقوة الايمان وغيرة للأله التى بهما صولة العلم والعبودية الحق ياسليمان يانبى الله مستنكرا عبادة هؤلاء القوم للشمس معقول ! أيوجد أحد لايعبد الله ولايذكره ! مع أن الخلائق كلها جبلت على رفع رؤوسها الى السماء وقت الشدة تطلب النجاة من خالقها الأله رب العزة . أفلا يستحق الأله ذكره فى وقت الرخاء ؟
فان كان العبد لايجىء الى باب مولاه حتى يتطهر فانه سبحانه وتعالى انما يعطى بوصفه لا بوصفك . ألا ترى الى ابليس سلخ عن أوصاف الكمال ولم يبق فيه الا الوصف الخسيس ثم أنه طلب فأعطاه ماطلب حيث قال بعد طرده (انظرنى الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين ) ايعتقد مؤمن عاقل انه انما اعطاه بوصف فيه بعد قوله ( وان عليك لعنتى الى يوم الدين ) لا .بل انما اعطاه بوصفه سبحانه وتعالى الجميل . لأنه يستحى سبحانه وتعالى ان يطلبه احد فيرده خائبا من دعائه . فانه سبحانه وتعالى محسن بدون وعد . واذا وعد سبحانه فهو منجز وعده . والعجب ممن يدخر الياقوتة الثمينة ومعه الكنز الأعظم ولايعرفه وهولا اله الا الله . تجدها عند الميزان وعند تطاير الصحف وعند الصراط .
يا أيها المؤمن سبحان من جعلك كنزا لايعرف الناس مافيك . الناس يسيرون الليل والنهار للكنوز وفيك كنز لاتعرفه . فماذا فيك من الأسرار والودائع ولاتعرفها . فلو اراد الله استخراج مافيك من الأنوار والأسرار لانكسفت لها أنوار الشمس والقمر.
ان الانسان جرم صغير وفيه انطوى العالم الأكبر . اذ العالم الكبير ينقسم الى ظاهر محسوس . كعالم الملك . وهو ما ظهر للحواس .وباطن معقول كعالم الملكوت وهو ايجاده تعالى بالأمر الأذلى بلا تدريج وبقى على حالة واحدة من غير زياده ولانقصان . وعالم الجبروت وهو مابين عالم الملك وعالم الملكوت . فعالم الجبروت أخذ ماظهر للحواس من عالم الملك وأخذ من الملكوت الباطن المعقول . والانسان كذلك ينقسم الى ظاهر محسوس كاللحم والعظم والدم والى باطن معقول كالروح والعقل والاراده والقدرة . والى ماهو مشابه لعالم الجبروت كالادراكات بالحواس والقوى الموجودة بأجزاء البدن حتى اذا ظهر فى العالم مثل النماء . وجدته فى الانسان كالشعر والظفر. وكما أن فى العالم ماء ملحا وعذبا وزعافا ومرا . موجود فى الانسان . المالح فى عينيه ، والزعاف فى منخريه ، والمر فى أذنيه ، والعذب فى فيه .وكما أن العالم . تراب ، وماء ، وهواء ، ونارا ..كذلك فى الأنسان فمن التراب خلق جسمه . قال تعالى ( هو الذى خلقكم من تراب ) ثم قال "من طين" وهو امتزاج الماء بالتراب ثم قال ( من حمىء مسنون ) وهو المتغير من الريح وهو الجزء الهوائى الذى فيه.
ثم قال ( خلق الانسان من صلصال) وهو الجزء النارى . وكما أن فى العالم رياحا أربعا شمال وجنوب وشرقا وغربا . ففى الانسان أربع قوى جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة .
وكما أن فى العالم سباعا وشياطين وبهائم ففى الانسان الأفتراس وطلب القهر والغلبه والغضب والحقد والحسد والفجور والأكل والشرب والنكاح والتمتع . كما قال الله تعالى (يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ).
وكما أن فى العالم ملائكة بررة . ففى الانسان طهارة وطاعة واستقامة . وكما أن فى العالم من يظهر للأبصار ومن يخفى . ففى الأنسان ظاهر وباطن . عالم الحس . وعالم القلب . وكما أن فى العالم سماء وأرضا ففى الأنسان علو وسفل .
فان الله جعل الروح هى الخليفة فى الجسم وجعل لها وزيرا وهو العقل . وعليه يتوجه الخطاب من الحق اذ هو مدبر الممكله .
وسمى عقلا لأنه يعقل عن الله كل مايلقى اليه . وهو على المملكة كالعقال على الدابة يحفظها ولهذا سماه عقلا ووزيرا . اذ هو لسان الخليفة والمنفذ عنه أوامره . أودع الله فيه الآتى :
حسن التدبير والسياسة ونقش فيه العلوم . وان البدن شخصه . والهمة رأسه . والجمال وجهه . والحفظ حاجباه . والحياء عيناه . والطلاقة جبينه والعزة أنفه والصدق فمه . والحكمة لسانه. والنية عنقه . والسعه احتمال الأذى صدره . والشجاعه بنانه . والجود يده . واليمن يمينه . واليسر يساره والورع بطنه . والعفة فرجه. والأستقامة ساقه . والرجاء والخوف قدماه والفطنة قلبه . والعلم روحه . والأمانة حياته . والزهد لباسه . والتواضع تاجه . والخشية اكليله . والحلم خاتمه . والأنس بيته . والهدى طريقه والشريعة مصباحه . والفهم دثاره . والنصح شعاره . والفراسة علمه . والفقر كسبه والعقل اسمه . والحق سمعه .
فاذا كانت هذه أوصاف الوزير فما بالك بالخليفة . وهى الروح .
1 - فالروح من حيث تفكرها عقل وهو حال يقظه لأن الروح وهو الجوهر المشرق النورانى تعلق بظاهر الانسان وباطنه تعلقا كاملا ومن حياه الجسم بها روح فاذا تعلقت الروح بظاهر الانسان فقط ثبت له حال النوم .وباعتبار انقطاع الجوهر المشرق النورانى من التعلق بالظاهر والباطن ثبت له حال الموت .ومن حيث شهواتها نفس . فالجوهر المشرق الربانى يحتوى هذا ولايقال أن كل ذى روح عقل . لأن ليس الروح لذاتها عقلا بل باعتبار أن تتفكر وجعل العقل وزيرا لها ولولا الأمر الالهى فى الروح ماطاقت السكنى فى الجسم أو الذات . الروح تذوق الأنوار وذلك لأن النور الذى فى الروح وسار فيها تذوق . تذوق به أنوار افعاله تعالى فى الكائنات والأنوار الموجودة فى العالم العلوى على ماقدر وسبق لها فى القسمه الالهيه . وهو مخالف لذوق الذات فى أمور.أولا : لأنه نورانى لايتعلق الا بالنور بخلاف ذوقنا فلا يتعلق الا بالاجرام مثال ذلك أننا نحس بذوق حلاوة العسل مثلا بسب اتصال جرم العسل بالسنتنا والروح تذوق حلاوة العسل لا من جرم العسل بل نور الفعل الذى قامت به حقيقه تلك الحلاوة . وهكذا أذواقها لسائر المذوقات .[center] |
|