اشرف فتح الباب مدير المنتديات
المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 11/02/2013
| موضوع: شرف المكان بالمكين الأربعاء فبراير 13, 2013 12:38 pm | |
| شرف المكان بالمكين لاشك أن الله تعالى فارق بين مخلوقاته في الفضل فجعل بعضها أفضل من بعض في الأزمنة والأحجار والآبار والحيوانات وبني آدم . ففي الأزمنة : فضَّل شهر رمضان على سائر الشهور وجعل فيه ليلة القدر وجعلها خير من ألف شهر . وجعل من أشهر السنة أربعة حرم حرمّ فيها القتال . وفضَّل يوم الجمعة على سائر الأيام . وفضَّل ساعة فيها على سائر الساعات . وفي الأمكنة : فضَّل الكعبة على سائر بقاع الأرض . ومكة على سائر المدن . والمقام وحجر إسماعيل والمساجد الأربعة والمسجد الحرام منها على غيرها . وفي الأحجار فضَّل الحجر الأسود على غيره . وفضَّل بئر زمزم على غيره وفي الحيوانات : فضَّل الخيل على غيرها وأمر بربطها وإكرامها وجعل الخير معقوداً بنواصيها ، وجعل بعض دم الغزال مسكاً . وفي بني آدم : فضَّل الأنبياء على غيرهم ، وسيدنا محمداً على سائر الأنبياء والأولياء ، والشهداء على غيرهم وعلى بعض الأنبياء . والشيء الواحد له فضَّل حال دون حال فالكنيف [ المكان الوسخ ] لا فضَّل له في منتهى ، فإذا جعل مسجداً صار معظماً عند الله وحرم تنجيسه ووجب تعظيمه . وجلد الشاة يجعل منه نعلاً وحذاءً فيكون في منتهى الإهانة ويعمل جلداً للقرآن الكريم فيكون في منتهى الإكرام . والرجل يكون كسائر الناس فيبعثه الله بالنبوة فيوجب إطاعة أمره ونهيه ، أو ينصبه النبي بعده خليفة ، أو المسلمون إماماً على أن تكون الإمامة باختيار الأمة في قوله تعالى : أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ( ) . ومن هذا القبيل البقعة من الأرض تكون كسائر البقاع ، فيدفن فيها النبي والولي فتكسب شرفاً وفضَّلاً وبركةً بدفنه لم تكن لها من قبل ، ويجب احترامها وتحرم إهانتها لحرمة من فيها ومن أحترمها . قصدها بالزيارة لزيارة من فيها ، وبناء القباب عليها والغرف حولها لتقي الزائرين من الحر والبرد ، وعمل الأضرحة فيها كي تصونها من كل إهانة ، وإيقاد المصابيح عندها لانتفاع زائريها واللاجئين إليها وجعل الخدمة والسدنة بها ، وتقبيلها والتبرك بها ووضع الخلع والثريات فوقها وغير ذلك . ومن إهانتها هدمها وهدم ما فوقها من البناء ، وتسويتها بالأرض ، وجعلها معرضة لوقوع القذارات ووطأ الدواب والآدمين وترويث الكلاب والدواب وبولهم وغير ذلك . وهل يشك في ذلك عاقل ، وهو يرى أن الله تعالى جعل احتراماً لصخرة صماء وبسبب وقوف إبراهيم الخليل حين بنى البيت فقال : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( ) ، أفيجعل الله تعالى احتراماً لمقام إبراهيم ولم يجعل احتراماً لمقام سيد الأنبياء ؟! وإذا كان له هذا الاحترام ، فلماذا حُرِمَ تقبيله والطواف والتبرك به والصلاة عنده ، ودعاء الله كما يصلي عند مقام إبراهيم ويدعو . فإذا كان التوهم أنه عبادة كعبادة الأصنام فهو توهم فاسد ، لأن إحترام من جعل الله تعالى له حرمة احترام الله تعالى ، وعمل بأمر الله وعبادته وطاعة الله ، فهو كتقبيل الحجر الأسود وتعظيم الكعبة والحرم والمقام والمساجد والتبرك بماء زمزم وسجود الملائكة لآدم .
|
|